القلب ليس مجرد عضلة تضخ الدم فحسب، بل هو عضو يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالجهاز العصبي من خلال شبكة معقدة تُعرف باسم الضفيرة العصبية للقلب. 

هذه الضفيرة، التي تجمع بين ألياف سمبثاوية وباراسمبثاوية، تتحكم في الإشارات العصبية المسؤولة عن تنظيم ضربات القلب وضغط الدم، وتحافظ على التوازن بين النشاط والاسترخاء. وأي خلل فيها قد يؤدي إلى اضطرابات ملحوظة مثل عدم انتظام ضربات القلب أو ارتفاع الضغط.

في هذا المقال سنتعرف على وظيفة الضفيرة العصبية القلبية، أعراض اضطرابها، علاقتها بالعصب المبهم، وتأثير التوتر عليها، إضافةً إلى طرق التشخيص والعلاج.

ما هي الضفيرة العصبية للقلب وما وظيفتها؟

الضفيرة العصبية للقلب هي شبكة معقدة من الألياف العصبية تقع أمام الشريان الأورطي وتُعرف أيضًا باسم الضفيرة القلبية أو بالإنجليزية Cardiac Plexus. تتكون من ألياف سمبثاوية وباراسمبثاوية، وتُعد المسؤولة عن التحكم في الإشارات العصبية التي تنظم ضربات القلب وضغط الدم. وظيفة الضفيرة العصبية للقلب الأساسية هي ضمان التوازن بين تسارع القلب أثناء النشاط والراحة أثناء الاسترخاء. كما أنها تربط بين الدماغ والقلب عبر مجموعة من أعصاب القلب التي تلعب دورًا محوريًا في الحفاظ على الاستقرار القلبي.

لفهم الضفيرة العصبية القلبية جيدًا، يجدر أولًا معرفة ما هي الضفيرة العصبية بشكل عام وكيف تعمل في الجسم.”

الضفيرة العصبية للقلب 2

ما أعراض اضطراب الضفيرة العصبية القلبية؟

عند حدوث اضطراب في الضفيرة العصبية للقلب، قد تظهر مجموعة من الأعراض مثل:

  • خفقان القلب غير المنتظم
  • الشعور بألم أو ضغط في الصدر
  • الدوخة
  • التعرق المفرط

بعض المرضى قد يعانون أيضًا من نوبات إغماء أو ضعف عام في القدرة على بذل المجهود البدني. 

قد تتداخل هذه الأعراض مع أمراض قلبية أخرى، لذلك التشخيص الطبي مهم جدًا.

هل خلل الضفيرة العصبية يسبب اضطراب ضربات القلب؟

قد يؤدي خلل الإشارات العصبية في هذه الشبكة إلى اضطرابات في نظم القلب مثل تسارع أو تباطؤ ضرباته، وبما أن التحكم العصبي في القلب يعتمد بشكل مباشر على التوازن بين الجهاز العصبي السمبثاوي والباراسمبثاوي، فإن أي خلل في الضفيرة العصبية للقلب قد يُحدث عدم انتظام واضح في الضربات.

ما علاقة العصب المبهم بالضفيرة العصبية للقلب؟

العصب المبهم يُعتبر المكوّن الأساسي للجزء الباراسمبثاوي من هذه الشبكة.

فالعلاقة بين العصب المبهم والقلب وثيقة، حيث يعمل على تهدئة نشاط القلب وخفض معدل ضرباته عند الحاجة.

أي إصابة أو ضعف في العصب المبهم قد يؤدي إلى خلل في وظائف الضفيرة العصبية للقلب، مما ينعكس مباشرة على صحة القلب.

كيف تؤثر الضفيرة العصبية القلبية على ضغط الدم؟

من خلال إشاراتها العصبية، تساهم هذه الشبكة في تنظيم توسع وانقباض الأوعية الدموية. وبالتالي، فإن الضفيرة العصبية للقلب تلعب دورًا محوريًا في ضبط ضغط الدم. 

النشاط الزائد للجزء السمبثاوي قد يرفع الضغط، بينما النشاط الباراسمبثاوي الزائد قد يؤدي إلى انخفاضه.

هل التوتر والقلق يؤثران على الضفيرة العصبية للقلب؟

التوتر المزمن والقلق يزيدان من نشاط الجهاز العصبي السمبثاوي، ما قد يؤدي إلى تسارع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.

هذه الحالة قد تُضعف التوازن العصبي داخل الضفيرة العصبية أمام الشريان الأورطي وتسبب أعراضًا مشابهة لاضطرابات القلب.

ما الفحوصات التي تكشف اضطرابات الضفيرة العصبية القلبية؟

يعتمد التشخيص عادةً على تخطيط القلب (ECG) لرصد أي خلل في النظم، وفحوصات الموجات فوق الصوتية لتقييم وظائف القلب. 

في بعض الحالات قد يتم إجراء فحص بالرنين المغناطيسي أو تصوير مقطعي للكشف عن أي إصابات أو ضغط على الضفيرة.

هل إصابة أو تلف الضفيرة العصبية يؤدي إلى مشاكل قلبية مزمنة؟

قد تؤثر الإصابات المباشرة أو الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم على هذه الشبكة العصبية.

قد يؤدي تلف الضفيرة العصبية للقلب إلى اضطرابات مزمنة مثل قصور القلب أو خلل في تنظيم الضغط.

كما أن الخلل المزمن قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض الشرايين.

كيف يتم علاج اضطراب الضفيرة العصبية القلبية؟

يعتمد العلاج على السبب ففي حالة الخلل الوظيفي الطفيف، قد تُستخدم أدوية لتنظيم ضربات القلب أو خفض الضغط، وفي بعض الحالات، يتم التدخل باستخدام أجهزة مثل منظم ضربات القلب. بالإضافة إلى ذلك، إدارة التوتر، ممارسة الرياضة، والتغذية السليمة تساعد على تحسين التوازن العصبي.

كما أوضحت بعض الدراسات أن موازنة نشاط الضفيرة القلبية السمبثاوية والباراسمبثاوية من خلال تقنيات الاسترخاء قد يحسّن صحة القلب على المدى الطويل. كما أن الاهتمام بالوقاية قد يقلل من احتمالية حدوث خلل في الضفيرة العصبية للقلب مستقبلًا.

هل يمكن أن  تسبب إصابة الضفيرة العصبية اضطراب ضربات القلب؟

قد تؤدي إصابة الضفيرة العصبية للقلب في بعض الحالات إلى خلل في الإشارات العصبية المسؤولة عن تنظيم نشاط القلب.

هذا الخلل قد يظهر في صورة اضطرابات ضربات القلب مثل التسارع أو التباطؤ غير الطبيعي. وتُعرف هذه الحالة في بعض الدراسات باسم اضطراب الضفيرة العصبية القلبية، حيث يؤثر تلف الألياف العصبية على استقرار الإشارات الكهربائية في عضلة القلب.

الأسئلة الشائعة 

ما علاقة العصب المبهم (Vagus Nerve) بالضفيرة العصبية القلبية؟

العصب المبهم يُعد من أهم الأعصاب المرتبطة مباشرة بالقلب، فهو يكوّن جزءًا أساسيًا من شبكة الضفيرة القلبية. العلاقة بين العصب المبهم والقلب تكمن في أنه يعمل كجسر لنقل الإشارات العصبية التي تتحكم في تباطؤ ضربات القلب والمحافظة على توازنه. أي خلل في وظيفة هذا العصب قد يؤدي إلى اضطرابات واضحة في عمل الضفيرة العصبية.

كيف تؤثر الضفيرة العصبية على مرضى القلب والأوعية الدموية؟

تؤثر الضفيرة العصبية للقلب بشكل مباشر على مرضى القلب والأوعية الدموية من خلال دورها في تنظيم ضغط الدم ونبضات القلب. عندما تكون الإشارات العصبية غير متوازنة، قد يعاني المريض من زيادة في معدل ضربات القلب أو انخفاض مفاجئ فيها، ما قد يزيد من مضاعفات الأمراض القلبية. كما أن ضعف قدرة أعصاب القلب على الاستجابة السريعة للتغيرات الفسيولوجية قد يزيد من خطورة حدوث هبوط حاد أو إغماء.

ما دور الضفيرة العصبية في التحكم بضربات القلب؟

تلعب الضفيرة العصبية للقلب دورًا محوريًا في التحكم العصبي في القلب، حيث تنقل الإشارات بين الجهاز العصبي المركزي وعضلة القلب. هذه الإشارات تضمن التوازن بين نشاط الجهاز العصبي السمبثاوي والباراسمبثاوي، مما يحافظ على انتظام ضربات القلب وتكيفها مع النشاط البدني أو الحالة الانفعالية.

وبفضل هذا الدور الحيوي، تعتبر الضفيرة العصبية عنصرًا أساسيًا في استقرار الدورة الدموية وصحة القلب.

الخلاصة 

في الختام، يمكن القول إن الضفيرة العصبية للقلب تمثل حلقة الوصل الأساسية بين الجهاز العصبي والقلب، فهي المسؤولة عن ضبط الإشارات العصبية التي تتحكم في ضربات القلب وضغط الدم.

أي خلل في هذه الشبكة قد يؤدي إلى اضطرابات خطيرة تستدعي التدخل الطبي المبكر لتجنب مضاعفات قد تهدد حياة المريض.

وإذا كنت تعاني من أي من هذه الأعراض أو ترغب في الاطمئنان على صحة قلبك، يمكنك حجز استشارة مع د. عمرو فؤاد للحصول على تشخيص دقيق وخطة علاجية متكاملة تناسب حالتك.

المصادر 

 Mayo Clinic – Heart Disease and Nervous System Involvement

  Cleveland Clinic – Autonomic Nervous System and Heart Regulation

  PubMed – Cardiac Plexus Anatomy and Clinical Significance

Verified by MonsterInsights